نظم مجمع الأمثال للميداني المسمى فرائد اللآل في نظم الأمثال

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا نظم مجمع الأمثال للميداني المسمى فرائد اللآل في نظم الأمثال للشيخ إبراهيم بن الأحدب الطرابلسي
والمنظومة على طولها كثيرة
الفوائد كأصلها ، وأردت المشاركة بها وتحمل كتابتها من النسخة المصورة إلى
المنتديات السوقية شغلا لنفسي عن الانشغال بما لا يفيدني كسوقي، في
منتداهم، ولا يفيد الزوار ، ولا الباحث في هذه الشبكة التي جعلها الله
صحيفة مكشوفة ، وكتابا مفتوحا أمام كل من ينشد عائدة عليه بالفائدة.
وإيمانا مني بأننا جزء من
هذا العالم لا نقدر على الانفكاك عنه ولا الاستغناء عنه بما لدينا، وإن
كثرت مادته وعظمت فائدته، وقد لمست نفور البعض من المنقول عن المواقع
الأخرى ، واستدللت على ذلك بعدم تعليقهم ولو بالقدح على بعض المشاركات
متناسين قول الشاعر:
وتراه يصغي للحديث بسمعه....وبقلبه ولعله أدرى به
ولما ذكره أحد الإخوة في هذا المنتدى أن قصده بمشاركته الدعاية للموقع فلعل أحدا يبحث في [قوقل] فتسوقه النتيجة إلينا.
وهذه بداية النظم:
يقول إبراهيم وهو ابن علي...أسير ذنبه طليق الأمل
أحمد من جل عن المثال...هادي الورى بمجمع الأمثال
كم مثل أبان في الكتاب...أرشدنا به إلى الصواب
سبحانه ألهمنا سبل الهدى...بهدي خير الأنبياء أحمدا
أجل من أجاد في ضرب المثل...وبين الحكمة قولا وعمل
وضربت بفضله الأمثال...وما لغيره به تمثال
أهديه نشرا من تحايا شفعت...طيب صلاة بي لديه شفعت
والأنبيا خصوصا الخليلا...والدَ جد العرب إسماعيلا
وآلهم من أشرقوا نجوما...كانت لأعداء الهدى رجوما
وصحبهم مجمع أمثال التقى...وكل من بالدين للعليا ارتقى
ما قد جرت يراعة البيان...تطارد البديع في الميدان
وبعده فإن أمثال العرب...أجل ما يعنى به أهل الأدب
بل كل إنسان لها محتاج...وهي لداء قصده علاج
لا سيما متخذِ الكتابه...صناعة يقضي بها آرابه
ومجمع الأمثال للميداني...أجل ما ألف في ذا الشان
وهو جميل الوضع مع ما فيه...من رفع أخبار لمن يرويه
رتبه على حروف المعجم...مع أنه أهمل بعض المبهم
وربما كرر ما لا يحلو...بلفظة رخيصة لا تعلو
وترك النظير لم يراع...نظيره في رتبة الأوضاع
لذا مراعاة النظير أهملت...فيه من البديع وهي قد حلت
وبعض ما فيه من الأمثال...في ضربه لم يخل من إشكال
وقد عقدته بسمط النظم...مطلع شمس بإزاء النجم
وحسب طاقتي بهذا الباب...كانت مراعاة النظير دابي
لأجل هذا ربما قدمت ما...أخره وعكس هذا حتما
وقد أتيت من فنون الشعر...فيه بما أخجل نظم الدر
فبينما أسلك فيه منهجا...للمدحتلقاني أجاري من هجا
وفي انتجاعي منزل النسيب...أكون بالغزال ذا تشبيب
وحيثما أحكم أمثال الحكم...أنصب للوعظ من العلم (حكم)
وربما أتيت في الحماسه...والوصف ما يشهد بالكياسه
وأنتحي نهج أبي العتاهيه...بالزهد إن قفوت فيه قافيه
وإن سلكت منهج العتاب...فتحت للرثاء أي باب
فحيث قلت عمرو الكريم...أقول زيد مجرم لئيم
وإن أقل خد الرشا أسيل...فوجهها بثينة جميل
والوجد إن قل بمن يذكر...فهو بعزة البها كثيّر
وهمتي فوق الثريا ويرى...من رامني بالسوء من تحت الثرى
قد حُلت عما كنت يا سليم...ماهكذا من طبعه سليم
صبرا لما تلقى بطيب نفس...فسوف يمحو الليل نور الشمس













قـــــال:
وازهد بدنيا ما لها وفاء...وطبعها إن رق فالجفاء
يا ويح دهر راعنا يا صاحبي...بمن غدا غيثا لكل طالب
ورب روض ضاع فيه النشر...يطوى به الهم ويحيا البشر
فتم للشعر فنونه بما...جاء لما نظمت عقدا محكما
وقد تبعت وضع ما رتبه...في حمله وقرع ما بوبه
وإن أبى النظم بأن يساعدا...فإنني له مددت ساعدا
ولم أدع شيئا بدون عقد...أي نظمه في سلك هذا العقد
كيلا يقال إنه قد جبنا...أن يلتقي الصعب بباع أمكنا
وقد تركت للأديب المنصف...نقد الذي فيه بلا تعسف
لذا برب الناس جل وسما...أعيذه من شر حاسد وما
وقد أدرت راحة بتعبي...فيه لإسكار سراة الأدب
فليس للصادح والباغم ما...صدحت فيه وصدعت الحكما
على أبي يعلى الرضي قد علا...وفاق في أسلوبه أبا العلا
فسقط زنده بلا دفاع...لحسنه من سقط المتاع
وقد أتى يحسن ضرب المثل...به عليّا قدره بابن علي
وحيث أثنيت على السلطان...في سلكه بدرر البيان
فالقصد فيه عز كل مصر...عبد الحميد روح هذا العصر
ظِلّ الإله الوارف الظليلا...من لم نجد لعزه مثيلا
مليك عز شد أزر الملك...ولاح بدرا في الليالي الحلك
لم يبق للسوى فخارا يذكر...أين السها إذا تجلى القمر
فلم يكن لفضله من لاحق...فضلا على وجود شخص سابق
في كفه اليراع والحسام...كل لما يبغي به انتظام
وحيث كان العدل يوما أطلقا...فاسم يعين المسمى مطلقا
حديث فضل ما سواه قد يرد...في النظم فاشيا وضعفه اعتقد
لكن حديث المجد عنه قد أتى...في النثر والنظم الصحيح مثبتا
دوما ينادي جاهه الأنام من...يصل إلينا يستعن بنا يعن
ولفظه الحالي شذور الذهب...صغ من مصوغ منه للتعجب
يوجب نحوه لمن له انتجع...صرف الذي حواه كيفما وقع
من ينحه يجد به أمنيه...مقاصد النحو بها محويه
وكل حين منه للمبدي أمل...نعت وتوكيد وعطف وبدل












يممت علياه أحث الأملا...للمح ما قد كان عنه نقلا
وجدته بالفضل والإحسان...كالفضل والحارث والنعمان
من وجهه شمس الضحى تبدي الهدى...وربما استغني عنها إن بدا
سواه فضلة بذا الزمان...فذكر ذا وحذفه سيان
فاحذف سواه عند بسط أمل...والحذف عندهم كثير منجل
مولى له اجعل كل فضل مبتدا...وأفعل التفضيل صله أبدا
وامنع من العار علاه المنتقى...وشرط منع العار كونه ارتقى
والفضل وصفه دواما صحبه...وقد يصير علما بالغلبه
أباً غدا له برغم من أبى...واسما أتى وكنية ولقبا
عليه ممدود الثنا تحررا...جميعه وهو الذي قد قصرا
أخباره بصلة لي عائده...والخبر الجزء المتم الفائده
في مدحه فصلت نظم جمله...حاوية معنى الذي سيقت له
لذا به نظام شكري حصّلا...ما ليس معناه له محصلا
وعرف ابتداءه من شكره...ولا يجوز الابتدا بالنكره
فصل به الشكر لما قد فعلا...والأصل في الفاعل أن يتصلا
وقل له أنت أجل من علا...مفضلا كانت أعلى منزلا
له الندى والباس في الكون نسب...وكونه أصلا لهذين انتخب
يعود باللطف على ذي وجل...مروع القلب قليل الحيل
كما ينادي عدله الأنام لا...يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا
وبالندى يجود للذي انتجع...مثنى أو جمعا سبيله اتبع
يعطف منه عائد من وصله...على الذي استقر أنه الصله
سواي ينحو بالثنا الجميل...نحو فتاة أو فتى كحيل
وإنني نحوت في بياني...ثناءه بدرر المعاني
وعند ذكره بما يطيب...يضوع في سمع الأنام طيب
لا زال يحيا خالدا ربيعا...بفضل فيض جعفر سريعا
ودام في خد الزمان شامه...ومرشدا إلى العلا من شامه
وحفظ الإله عمالا له...كل غدا في المجد يقفو فضله
ووكلاءَ ملكه الأبرارا...من أشرقوا في أفقه أقمارا
وأصبحوا في نحر من عاداه...كل يصيب سهمه مرماه
وبهم الملك ازدهى وأشرقا...وقد أغص للعدى وأشرقا
أمد كفي ضارعا للباري...من يعلم الإعلان كالإسرار
أن يجعل العمر له طويلا...ظلا على كل الورى ظليلا
فهو الذي ثناه في الأسماع...كان لهذا النظم خير داع
لذاك قد بذلت فيه وسعي...موجها إلى المعاني جمعي
وحينما جاء بديع الشكل...أمثاله قد نزهت عن مثلي
وضم لؤلؤا بسمط الحكم...يزري سناها بدراري الظلم
سميته فرائد اللآلي...منظومة في مجمع الأمثال
وبعد ذا جعلته مقدما...لمن تلوت مدحه منظما
سلطاننا مرجيا أن يقبله...وأن ينيل ذا الرجاء أمله
وهو إذا حققت بالإلهام...من فضل من يمن بالتمام













مقدمة في معنى المثل وما قيل به
اصغ إلى تحقيق معنى المثل...واغن بنور شمسنا عن زحل
ذلك قول سائر شبه به...بأول حالة ثان فانتبه
وهو من المثال والتشبيه في...معناه أصضل فتأمل واعرف
فقولهم بين يديه مثلا...أشبه بانتصابه حين انجلى
لصورة منصوبة وأمثل...أشبه معناه على ما نقلوا
إذا فكنه مثل ما جعلا...علم تشبيه بحال أولا
كقول كعب للتي بها اشتغل...كانت مواعيد لعرقوب مثل
قال المبرد: المثل مأخوذ من المثال، وهو قول سائر يشبه به
حال الثاني بالأول ، والأصل فيه التشبيه ، فمعنى مثل بين يديه إذا انتصب
أشبه الصورة المنتصبة. وفلان أمثل من فلان أي أشبه بما له من الفضل .
والمثال القصاص لتشبيه حال المقتص منه بحال الأول .
فحقيقة المثل ما جعل كالعلم للتشبيه بحال الأول، كقول كعب بن زهير:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا...وما مواعيدها إلا الأباطيل
فمواعيد عرقوب علم لكل ما لا يصح من المواعيد
وقيل لفظ المثل الذي يرى...مخالفا لفظا لمضروب جرى
موافقا معناه معنى ذاك إذ...شبه بالمثال بل منه أخذ
وهو الذي عليه غيره عمل...هذا الذي عن ابن سكيت نقل
قال ابن السكيت المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره.
وقيل إن الحكم التي ترى...منصوبة في العقل صِدْقا صُوَرا
قد أشبهت في نصبها تمثالا...لأجل هذا سميت مثالا
قال غير المبرد وابن السكيت: سميت الحكم القائم صدقها في العقول أمثالا لانتصاب صورها في العقول مشتقة من المثول الذي هو الانتصاب.
واجتمعت أربعة في المثل...منها سواه قد خلا كل جلي
إيجاز لفظ وإصابة لما...عني وتشبيه بحسن وسما
رابع هذي جودة الكنايه...بها البليغ أدرك النهايه
وجعلك الكلام يبدو مثلا...أوضح للمنطق فيما نقلا
ولشعوب ما حكيت أوسع...وهو يرى آنق حين يسمع
قال إبراهيم النظام: يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره
من الكلام، إيجاز اللفظ وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه، وجودة الكناية، فهو
نهاية البلاغة، وقال ابن المقفع: إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق،
وآنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث.
والمِثْل فيما قيل مثل المَثَل...وهكذا البِدْل يرى كالبَدَل
والشِّبْه مثل شَبَه والنَّكَل... كالنِّكْل في المعنى على ما نقلوا
فالمِثْل ما الشيء به يمثل...لكنه موضعَ ذا لا يُجعل
وإن غدا موضعَ ذاك يوضع...هذا على ما قاله من يُسمع
إذ صار لفظ مثل مصرحا...لذا الذي يضرب فيما أُوضِحا
ثم يردُّ للذي قد كان له...شاهده ما قاله من مثّله
في قول رب الخلق ساء مثلا...ومَثَلُ الجنة جل وعلا
هذا الذي حرره الميداني...في الأصل قد نضّده بناني
قال الميداني أربعة أحرف سمع فيها
فِعْل وفَعَل ، وهي مثل ومثل، وشبه وشبه،وبدل وبدل، ونكل ونكل، فمثل الشيء
ومثله،وشبهه وشبهه: ما يماثله ويشابهه قدرا وصفة. وبدل الشيء وبدله غيره،
ورجل نكل ونكل للذي ينكّل به أعداؤه. وفعيل لغة في ثلاثة من هذه الأربعة،
يقال : هذا مثيله وشبيهه، وبديله ، ولا يقال : نكيله













فالمثل ما يمثل به الشيء أي يشبه
كالنكل من ينكل به عدوه، غير أن المِثْل لا يوضع في موضع هذا المثل وإن كان
المثل يوضع موضعه كما تقدم للفرق فصار المثل اسما مصرحا لهذا الذي يضرب ثم
يرد إلى أصله الذي كان له من الصفة، فيقال: مثَلك ومثَل فلان أي صفتك
وصفته،ومنه قوله تعالى: ((مثل الجنة التي وعد بها المتقون)) أي صفتها. ولشدة امتزاج معنى الصفة به صح أن يقال: جعلت زيدا مثلا،والقوم أمثالا، ومنه قوله تعالى( ساء مثلا القوم)) جعل القوم أنفسهم مثلا في أحد القولين. والله أعلم.

Ahntua to the traffic